انسداد الشرايين هو حالة تحدث عندما تتراكم الرواسب داخل الشريان، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأنسجة والأعضاء التي يغذيها الشريان. يمكن أن يحدث انسداد الشريان في أي مكان بالجسم، لكنه يكون شائعًا في الشرايين التي تغذي القلب والدماغ والأطراف السفلية.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن عملية انسداد الشرايين، وهل عملية انسداد الشرايين خطيرة؟
نبذة عن مرض انسداد الشرايين
انسداد الشرايين هو حالة تحدث عندما تتراكم الدهون والترسبات الأخرى داخل الشرايين، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأنسجة والأعضاء. يمكن أن يحدث انسداد الشرايين في أي جزء من الجسم، لكنه يكون شائعًا في الشرايين التي تغذي القلب والدماغ والأطراف السفلية.
يسبب انسداد الشرايين خطرًا على الصحة، حيث يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية مثل الذبحة الصدرية والسكتة القلبية. كما يمكن أن يسبب انسداد الشرايين في الأطراف السفلية آلامًا وتنميلًا وفي حالات شديدة قد يتطلب علاج جراحي.
يعتمد علاج انسداد الشرايين على موقع الانسداد وشدته، وتشمل التغييرات في نمط الحياة مثل التغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى الأدوية والجراحة في بعض الحالات. من الأمور الهامة الوقاية من انسداد الشرايين من خلال الابتعاد عن التدخين والحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
هل يمكن علاج انسداد شرايين القلب بدون جراحة؟
يمكن علاج انسداد الشرايين بدون الحاجة وقد تحتاج بعض الحالات إلى جراحة جراحة. من أبرز هذه الطرق:
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لعلاج انسداد الشرايين، مثل الأدوية المضادة للتخثر والتي تساعد على منع تكون الجلطات وتحسين تدفق الدم.
- التغييرات في نمط الحياة: تشمل هذه التغييرات الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والسيطرة على مستويات السكر والكوليسترول في الدم.
- القسطرة القلبية والتداخل الوعائي: تعتبر هذه الإجراءات غير جراحية وتستخدم لفتح الشرايين المُنسَدة. يتم إدخال قسطرة رفيعة عبر الشريان في الساق أو الذراع وتوجيهها حتى تصل إلى الشريان المنسد، ثم يتم فتح الانسداد باستخدام بالون يتم نفخه داخل الشريان لتوسيعه وزيادة تدفق الدم.
- الأجهزة المساعدة: قد يُستخدم جهاز معين يسمى “الجسر الوعائي” (Vascular Bridge) لتحسين تدفق الدم في القلب عندما لا يكون العلاج الدوائي كافيًا.
تحدد الطريقة المناسبة لعلاج انسداد الشرايين في القلب استنادًا إلى عوامل مثل شدة الانسداد وحالة الصحية العامة للشخص.
نسبة نجاح عملية انسداد الشرايين
تعتمد نسبة نجاح عملية الشريان التاجي القلب على عدة عوامل، بما في ذلك موقع الانسداد، حجمه، وحالة الشريان والقلب بشكل عام، بالإضافة إلى صحة المريض والإجراءات التي تم اتخاذها بعد الجراحة.
عمومًا، تشير الدراسات إلى أن نسبة نجاح عملية فتح الشرايين المنسدة باستخدام القسطرة القلبية (PCI) تكون عالية، وتتراوح حوالي 90٪ في العديد من الحالات. ومع ذلك، قد تختلف هذه النسبة بناءً على عوامل مثل عدد الشرايين المنسدة، ووجود مشاكل صحية أخرى للمريض، وخبرة الفريق الطبي.
يُعتبر تدبير متابعة المريض بعد العملية أمرًا حاسمًا لضمان نجاح الإجراء، وقد تشمل هذه المتابعة تغييرات في نمط الحياة والأدوية الموصوفة.
كم تستغرق عملية انسداد الشرايين؟
مدة عملية فتح الشرايين المنسدة باستخدام القسطرة القلبية (PCI) تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك عدد الشرايين المنسدة ومدى تعقيدها، وكذلك على مهارة وخبرة الفريق الطبي. عمومًا، يمكن أن تستغرق العملية بين 30 دقيقة إلى ساعتين تقريبًا.
يبدأ الإجراء بتخدير المريض وتخديره، ثم يتم إدخال قسطرة رفيعة عبر الشريان في الساق أو الذراع وتوجيهها حتى تصل إلى الشريان المنسد. بعد ذلك، يتم إدخال سلك دقيق مع بالون على طرفه عبر القسطرة، ويتم نفخ البالون داخل الشريان المنسد لتوسيعه وإزالة التضيق. في بعض الحالات، يمكن أن يُدرَج أيضًا دعامة (Stent)، وهي جهاز صغير يتم وضعه في الشريان للمساعدة في منع إعادة انسداده.
بعد الانتهاء من العملية، يُغلق موقع القسطرة ويتم نقل المريض إلى العناية المركزة أو الوحدة الطبية للمراقبة والرعاية اللازمة.
هل عملية انسداد الشرايين خطيرة؟
عملية انسداد الشرايين يمكن أن تكون خطيرة عندما يحدث انسداد في الشرايين التي تغذي القلب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الذبحة الصدرية (تقلص عضلات القلب بسبب نقص تدفق الدم) أو السكتة القلبية (وفاة جزء من عضلة القلب بسبب انقطاع تدفق الدم). وفي حالة الشرايين المتعلقة بالدماغ، يمكن أن يؤدي انسدادها إلى السكتة الدماغية، وفي الأطراف السفلية قد يسبب آلامًا شديدة وضعفًا في العضلات.
تعتمد خطورة انسداد الشرايين على عدة عوامل، بما في ذلك موقع الانسداد وحجمه وتأثيره على الجسم بشكل عام. من المهم الحصول على التقييم الطبي السريع والعلاج اللازم في حالة الاشتباه في وجود انسداد في الشرايين، حيث يمكن أن تساعد الرعاية السريعة في تقليل مخاطر الأضرار البالغة.
مخاطر عملية انسداد الشرايين بشكل عام
قد تحمل عملية انسداد الشرايين بعض المخاطر كما يلي:
- نزيف: قد تحدث نزيفًا في موقع القسطرة أو في مكان آخر من الجسم بسبب استخدام الأدوية المضادة للتخثر أثناء العملية.
- تشكل جلطات دموية: قد يحدث تشكل جلطات دموية في موقع القسطرة أو في الشرايين المعالجة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل السكتة القلبية أو السكتة الدماغية.
- تضيق الشريان المعالج: قد تحدث تضيقات في الشريان بعد العملية، وهو ما يعرف باسم “إعادة الانسداد”، وقد يستدعي هذا إجراءًا جراحيًا إضافيًا.
- تفاعلات تحسسية للأدوية: قد تحدث تفاعلات تحسسية للأدوية المستخدمة خلال العملية، مما قد يتطلب علاجًا فوريًا.
- مضاعفات أخرى نادرة: تشمل هذه المضاعفات النادرة التي قد تحدث خلال أو بعد العملية، مثل انفصال الأوعية الدموية، أو تلف الأعضاء.
معظم هذه المخاطر نادرة وتتحكم فيها الإجراءات الطبية المناسبة ومهارة الفريق الطبي. من المهم فهم هذه المخاطر ومناقشتها مع فريق الرعاية الصحية قبل الخضوع لأي إجراء جراحي.
عوامل تزيد من خطورة عملية انسداد الشرايين
هناك عدة عوامل قد تزيد من خطورة عملية فتح الشرايين المنسدة (PCI)، وتشمل ما يلي:
- العمر: كلما زاد عمر الشخص، زادت خطورة العملية، حيث يكون الجسم أكثر عرضة للمضاعفات مع التقدم في العمر.
- الأمراض المصاحبة: توجد بعض الحالات الصحية التي تزيد من خطر العملية، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين.
- عدد الشرايين المنسدة: كلما زاد عدد الشرايين المنسدة التي يجب فتحها، كانت العملية أكثر تعقيدًا وخطورة.
- تاريخ الأمراض القلبية السابقة: إذا كان لدى الشخص سجل من الأمراض القلبية السابقة، فقد يزيد ذلك من خطر العملية.
- مدى تقدم الأعراض: إذا كانت الأعراض القلبية للشخص شديدة، فقد يزيد ذلك من خطورة العملية.
- مشاكل تقنية: قد تزيد وجود مشاكل تقنية أثناء العملية من خطورتها، مثل صعوبة وصول القسطرة إلى الشريان المنسد.
- الخبرة الطبية: يعتمد نجاح وسلامة العملية بشكل كبير على خبرة ومهارة الفريق الطبي القائم بالعملية.
هذه العوامل تعمل معًا لتحديد مدى خطورة العملية، ومن المهم مناقشة هذه العوامل مع الطبيب المعالج لفهم الخيارات والتوقعات بشكل أفضل.
اقرأ أيضاً: عملية ترقيع الشرايين التاجية
كيفية تجنب مخاطر عملية انسداد الشرايين؟
لتجنب مخاطر انسداد الشرايين والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، يمكن اتباع الإجراءات التالية:
- الحفاظ على وزن صحي: البقاء على وزن صحي يقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول، وبالتالي يقلل من خطر انسداد الشرايين.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: يساعد ممارسة التمارين الرياضية اليومية على تقوية القلب والأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.
- تناول غذاء صحي: يجب تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل تناول الدهون المشبعة والسكريات والملح.
- الابتعاد عن التدخين: التدخين يزيد من خطر انسداد الشرايين بشكل كبير، لذا يجب الامتناع عنه تمامًا.
- مراجعة الطبيب بانتظام: من المهم إجراء فحوصات دورية لقياس ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم، والتحدث مع الطبيب بشأن عوامل الخطر الشخصية.
- التحكم في الضغط النفسي: يمكن أن يؤدي التوتر النفسي إلى زيادة خطر انسداد الشرايين، لذا يجب ممارسة التقنيات الاسترخائية مثل اليوغا أو التأمل.
- الحفاظ على مستويات الكوليسترول والدهون في الدم في الحدود الطبيعية: يمكن القيام بذلك من خلال تناول غذاء صحي وممارسة الرياضة، وفي بعض الحالات قد تحتاج إلى الأدوية المناسبة.
- اتباع تعليمات الطبيب: في حال وصف الطبيب لك أي علاجات أو أدوية لتحسين صحة الشرايين، يجب اتباع تعليماته بدقة.
هل انسداد الشرايين يسبب الوفاة؟
نعم، انسداد الشرايين يمكن أن يكون خطيرًا للغاية ويؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. عندما يحدث انسداد في الشريان الذي يغذي القلب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الذبحة الصدرية (تقلص عضلات القلب بسبب نقص تدفق الدم) أو السكتة القلبية (وفاة جزء من عضلة القلب بسبب انقطاع تدفق الدم). كما يمكن أن يسبب انسداد الشرايين في الدماغ السكتة الدماغية، وفي الأطراف السفلية قد يؤدي إلى مشاكل جلدية وقرح وفي حالات شديدة قد يتطلب الأمر بتر الطرف المتضرر.
أفضل دكتور جراحة قلب وصدر بمصر
يعتبر الدكتور أحمد يعقوب أفضل دكتور جراحة قلب وصدر بمصر، حيث يتمتع بسمعة طيبة وخبرة واسعة في هذا المجال. يعمل الدكتور أحمد يعقوب في عدة مستشفيات مرموقة في مصر ويعتبر من الكفاءات المعروفة في مجال الجراحة القلبية والصدرية. تقييم الأطباء يعتمد على الخبرة والمهارة السريرية بالإضافة إلى رضا المرضى، لذا يجب دائمًا التحقق من تقييم الأطباء والمستشفيات من مصادر موثوقة قبل اتخاذ قرار بالعلاج.